موت ريان [أكرمه الله بالحلل والنعيم وشفّعه في والديه]
ليس مجرد درس (دعائي) أننا أمة واحدة وهكذا
بل درس عقدي وإيماني..
وأكثر ما جال في خاطري الليلة
سؤال : ماهي رسالة الله إلينا؟
لله الحكمة البالغة؛ وله المراد فيما أراد
وهو الذي عجزت ألباب أولي النهى عن استيعاب كامل حكمته وتغيير أقداره
فكيف بالله يقف الناس في صعيد واحد يسألونه وهو القادر على أن يعطيهم مسائلهم المتفرقة والعظيمة دون أن ينقص من خزائنه شيء سبحانه
ثم يمنع أن يعطيهم عمر طفل صغير
أجمع أهل الأرض على الدعاء له ورده لأمه
ولاشيء..
سوى أنه المالك والمقدر والمعطي والمانع
ولو اجتمع أهل الأرض بعقول نابغيها
وأموال حاكميها
ماقدروا على تحريك حصاة إلا بإذنه
ولو تخاذلوا عن أمر أمضاه ما منعوا جريانه
قال وهو العزيز المحق سبحانه :
“مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم”
والهمم والعزائم مهما بلغت فلن تتعدى أسوار أقداره!
فله الملك؛ والله يفعل ما يريد!
ولئن تعلق العباد ببعضهم وكِلَهم إلى نفوسهم
ونحن مفتقرون له مهما اغتنينا
ضعفاء مالم يقوينا
والعلم بدقيق المعقدات
والقدرة على الطيران في الهواء
واستزراع الأرض دون ماء
واستمطار السماء
تنال للمخلوقين بفضله لا اختراقهم
والعزة والملك لا تكون إلا له
قال عن نفسه في الحديث القدسي :
” الكِبْرِياءُ رِدائي والعَظَمَةُ إزاري فَمَنْ نازَعَني في شيءٍ منهما قَصَمْتهُ ولا أُبالي”
ومن تأمل الأقدار وشاهد شؤون نفسه والناس
أطرق أمام قوله :
{وهو القاهر فوق عباده}
وقوله تعالى:
{لا يُسأل عمّا يَفعل، وهُم يُسألون}
وصدق ابن عطاء الله السكندري يوم قال:
”متى أعطاكَ أشهدكَ بِره،
ومتى منعكَ أشهدكَ قهره؛
فهو في كل ذلكَ متعرفٌ إليكَ،
ومقبلٌ بوجود لُطفه عليك.
إنما يؤلمكَ المنع لعدم فهمكَ عن الله فيه”.
فاللهم نسألك اللطف في الأقدار والأدب مع الصبر عليها والرضى بالقضاء.