إلهي ومولاي.. تعودت أن أكتب عنك في كل عام من رمضان
واستحييت أن أترك عادتي.. ولاشيء إلّا أنه: يخرسني لؤمي وينطقني كرمك.
ملايين الأصوات تناديك كل يوم (اللهم اللهم)
وأنت تجيب (عبادي عبادي)
ومن ثَم .. تلتحم العطايا بالرغبات، ويكتظ الحمد في المجرّة.
ويَداك الكريمتان ملأَى، لا تغيضها النفقةٌ، سحّاء الليل والنهار.
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم )
وحاشى أن تطلبنا سؤالك وتمنعنا العطية،
هذه أيام هداياك.. فلا تترك يارب قلبا دون هديّة.
(قلالنا) شحيحة (وخزائنك) ملأى (فأوف لنا الكيل وتصدق علينا)
إلهي وسيدي..
لو سدت أوزارنا مابين الثرى والسماء .. ما يئسنا توقّع عفوك..
ولو جئنا بقراب الأرض خطايا، فإنّا على وعدك الكريم بأن تأتينا بقرابها مغفرة.
أنت أكرم من أن تمنعنا (بسوء) حالنا (حسن) نوالك
فبكرمك سيدي لا تقايسنا بأعمالنا.. ولا تكلنا لأنفسنا .. ولا تتركنا لجهدنا..
حفّنا بعنايتك، وطوقنا برحمتك في كل خطوة، وهون علينا كل شدة
فإنك ترحم من تشاء بما تشاء وكيفما تشاء برحمتك التي وسعت كل شيء.
إلهي وسيدي..
حملت مرة دعاء ظللت أكرره على الدوام على مدى أعوام .. ثم تحقق
وعندما أرى وقت جوابك وميقات سؤالي والأمد الذي بينهما .. أطرق لعميق حكمتك،
وكلما قرأت : (وكل شيء عنده بمقدار)
وددت أن تجعل الرضا بقضائك في أوردتي على الدوام.
ورجوتك أن لاتجعلني كنودا أنسى أياديك المنعمة عليّ..
وأن لا أتنكر لحبال إنقاذك يوم حصار التيه..
وأن لا أكون لئيما أرصف كلمات الشكر لأهل الأرض وأنسى حمدك رب الأرض.
إلهي وسيدي..
اقبل سيرنا على عثراته.. وحبّبنا في الطريق إليك.. وأوصلنا بك، وبكل ما يصل إليك، وأغثنا بالإيمان كلما جفت أرواحنا من حرّ الدنيا،
وشدّنا بالتماسك،
يامغيث..يامغيث .. يامغيث
اجعل ثقيل الليل على كل وجِل خفيفا.. واجعل صباح الخير يعمّ ليل المكروبين.
نسألك أمور ميسرة وقلوب مطمئنة، وأرواح منتعشة، وجذوة عطاء لا تنطفئ، والألق على الدوام، وأن لا نشك في حبك إيّانا مهما كدّتنا الأكدار.إلهنا بحق فضيلة لياليك العشر،والشفع والوتر، وحق ليلة القدر ..
أبردْ لاعج القلب بثلجِ اليقينِ، وأطفئْ جمر الأرواح بماءِ السكينة، وانقل القلب من الظما والظلمات، إلى الريّ والنور ، واهدنا صراطك المستقيم.
وحقق المنى وأصلح المراد
وكن معنا في تفاصيل التفاصيل. ولا تغيب أبداً عنا معيتك
ياحي ياقيوم.. ياذا الجلال والإكرام
كلما مدتنا الحياة بماءٍ (غورا) مدنا بماءٍ (معين).
26/ رمضان / 1442هـ
محمد أحمد بارحمة